يبدأ مرض التهاب الأذن الخارجية، في العادة، بالتهاب بسيط في قناة الأذن خاصة، مع انسداد وإفراز من الأذن، ثم تتدرج الأعراض حتى تصل الالتهابات للأنسجة الداخلية وعظم قاع الجمجمة، وإذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل صحيح وسريع، فقد ينتج عنها زيادة حادة بالألم يمنع المصاب من النوم.
أن مثل هذه الالتهابات تنتج في العادة بسبب تنظيف الأذن بشكل خاطئ أو عند استخدام الماء لإزالة الشمع من الأذن في بعض العيادات، مما يعطي الفرصة لأحد الميكروبات المسبّبة لهذا النوع من الالتهابات بالتكاثر والانتشار بشكل متسارع في أنسجة الأذن الخارجية، وعند الفشل في السيطرة على هذا النوع من الالتهاب فإنه ينتشر عبر الأنسجة الداخلية، وقد يصل لقاع الجمجمة أو حتى لأنسجة المخ، وما ينتج عن ذلك من مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
السكري والتهاب الأذن

هذا المرض على درجة كبيرة من الأهمية، والتشخيص يتم عادة عن طريق التاريخ المرضي والمعلومات والأعراض المعطاة من المصاب ومن ثم بالكشف عليه وأخذ عينة من إفرازات الأذن لزراعتها ومعرفة نوع الميكروب والمضاد الحيوي المناسب له.
وعند الشك في انتشار الالتهاب داخليا، يتم عمل عدة أنواع من الأشعة وبعض فحوص الدم للمساعدة على التأكد من التشخيص ومعرفة مدى انتشار المرض.
العلاج
يتم على خطوات متتالية:
- الخطوة الأولى : تكون في مثل هذه الحالات بتعديل مستوى السكر في الدم أو رفع مستوى المناعة لدى المريض، وهي أهم مراحل العلاج.
- الخطوة الثانية : هي عبارة عن تنظيف قناة الأذن تحت المجهر وأخذ عينة من الإفرازات والأنسجة الزائدة إن وُجدت.
- الخطوة الثالثة : هي البدء بإعطاء المريض المضاد الحيوي المناسب الذي عادة ما يُعطى عن طريق الفم، لكن في بعض الحالات عن طريق الوريد، ويجب أن يستمر العلاج لمدة 4 إلى 6 أسابيع متواصلة لضمان السيطرة على المرض، مع تكرار عملية تنظيف الأذن بشكل دوري.
ونسب الوفيات كانت في السابق مرتفعة جداً، لكن مع توفر الوسائل التشخيصية الدقيقة والمضادات الحيوية الحديثة، انخفضت هذه النسب بشكل كبير جداً.
نصائح لسلامة الأذن
- على مريض السكري المحافظة على سلامة الأذنين بشكل دائم وأن يتابع الكشف الدوري تحت إشراف طبيب الأذن، وعدم محاولة تنظيف الأذن بشكل عشوائي، وعدم استخدام الماء للتنظيف في العيادات العامة لمرضى السكري أو ذوي المناعة الضعيفة.
- على أي شخص مراجعة الطبيب في أسرع وقت عند الشعور بوجود التهاب بالأذن خاصة إذا كان مريضاً بداء السكري، وأخذ العلاج المناسب حسب الإرشادات مع ضرورة متابعة الحالة دورياً للتأكد من الاستجابة للعلاج.
- التنبيه على الأطباء في التخصصات المختلفة بضرورة تحويل الحالة عند اكتشافها الى الطبيب المتخصص في الأذن وخاصة عند الشك في وجود مثل هذا النوع من الالتهابات حتى لا تتفاقم الحالة وتتم معالجتها بالشكل المناسب.
- ضرورة التأكيد على المريض بأهمية الاستمرار في العلاج حتى النهاية والتأكد من الشفاء التام وقد تمتد هذه الفترة إلى شهرين.
- التنبيه على الأطباء بخطورة ارتفاع عدد الحالات المقاومة للمضادات الحيوية المهمة بسبب كثرة وسوء استخداماتها في بعض الحالات التي لا تستدعي ذلك.
- اقتصار التدخل الجراحي على أخذ عينة من القناة الخارجية وتنظيفها بشكل دوري وإزالة الأنسجة الزائدة التي تعرضت للتلف بسبب الالتهاب.
- ضرورة توعية المجتمع بخطورة مثل هذا النوع من التهابات الأذن الخارجية إعلامياً، خاصة لدى مرضى السكري وذوي المناعة المنخفضة ومن خلال النشرات التوعوية.

0 Comments:

Post a Comment