«ابنتي سميرة فتاة جميلة في عمر 7 سنوات، أنا قلقة جدا على سلوكها الغريب، فمنذ عمر 5 سنوات لاحظت أن سميرة لديها ذوق غريب في الملابس وفي الأكل، وكمثال فهي تصر على ارتداء زوجين من الجوارب في كل قدم، ولا ترتدي سوى ملابس قطنية، عندما أشتري لها ملابس جديدة تصاب بنوبة غضب إن ظلت بطاقة السعر عليها، وفي الليل تقضي ساعات في ترتيب فراشها بطريقة محددة، كما أنها ترفض أن تأكل أي نوع جديد من الطعام، فهي لا تأكل إلا الأرز أو الخبز واللبن، عرضتها على الطبيب فشخص حالتها باضطراب الوسواس القهري .. ما هو هذا الاضطراب، وهل ستكون كذلك طيلة حياتها؟».والدة تحكي عن تجربتها.
يقال إن المليونير الأميركي دونالد ترامب لديه رعب من الإصابة بالجراثيم، حتى إنه يخاف من مصافحة الآخرين، وتحكي الممثلة كاميرون دياز أنها عندما تريد فتح باب ما، لا بد لها من تنظيف مقبض الباب عدة مرات، وكثيرا ما تزيل الدهان بسبب التنظيف الشديد، أما لاعب كرة القدم البريطاني ديفيد بيكام فيفضل أن تكون الأشياء من حوله في غاية النظافة وموضوعة في نظام معين.
والشيء الذي يجمع هؤلاء المشاهير مع بعض هو أنهم يعانون من اضطراب الوسواس القهري، مثل الموسيقار بيتهوفن، والكاتب تشارلز داروين، فاضطراب الوسواس القهري مرض شائع، وبإمكانه أن يصيب الكبار والصغار معا، فنحن نسمع عنه كثيرا، حتى إن البعض يمزحون به، فهناك من يعتقد أنه مرض غريب، فما بالك إذا شُخّص طفلك بهذا الاضطراب؟
لا شك أنه سيكون أمر مقلق ومخيف للوالدين، خاصة إذا كان هناك خوف وترقب مما قد يحدث للطفل في المستقبل، وكيف ستكون قدرته على التعامل مع هذه الإعاقة.
وسواس قهري
يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية الطبعة الرابعة، اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder) بأنه وجود أي هواجس أو ضواغط تتسبب في علامات عدم الارتياح أو الإجهاد، وتستنفد الكثير من الوقت، أو تتداخل بشكل كبير مع الروتين أو العمل الطبيعي للشخص.
وهو مرض نفسي شائع، ووفقا للإحصاءات هناك 1% ـ 3% من الأطفال مصابون بهذا الاضطراب، وتظهر أعراض وعلامات الاضطراب في المتوسط عند عمر العاشرة، على الرغم من أن الأطفال في سن 5 أو 7 سنوات قد يصابون بالمرض.
وقبل البلوغ، الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب من الفتيات، أما بعد فترة البلوغ فتتساوى النسبة بين الجنسين.
في أميركا وبريطانيا يقدر أن 1% من الأطفال يعانون من اضطراب الوسواس القهري. من جهة أخرى فالدراسات البحثية في المملكة العربية السعودية بينت أن معدل انتشار الاضطراب 2% ـ 3% بين الأطفال، في حين أن الدراسات التي أجريت في مصر قدرت الانتشار بـ2%.
هواجس ودوافع
الوسواس القهري هو أحد اضطرابات القلق. فالهواجس والدوافع الملحة في الاضطراب قد لا تحدث معا، وفيما يلي شرح للهواجس والدوافع.. الهواجس: هي أفكار أو صور أو دوافع مزعجة وغير مرغوب فيها، تشغل ذهن الطفل، ويمكن أن تسبب قدرا كبيرا من القلق. وهناك أنواع مختلفة من الهواجس لدى الأطفال وأكثرها شيوعا هي:
- الخوف من التلوث :
وفي هذا الهاجس يخاف الطفل من لمس الجراثيم وبالتالي يمكن أن يخاف من المرض، أو نقل العدوى للآخرين عند لمس الأسطح القذرة.
- الخوف من الحوادث العرضية للطفل وللآخرين :
حيث يخشى الطفل تعرضه والآخرين للأذى عن طريق الإهمال.. كمثال، قد يكون الطفل قلقا إذا لم يغسل يديه فإنه سيعرض الآخرين إلى الجراثيم.
- الخوف من إيذاء الآخرين متعمدا :
وهذا يحدث من خلال التفكير المستمر في ضرر شخص سواء بدنيا أو لفظيا. هذه الأفكار يمكن أن تسيطر على عقل الطفل، ويترتب على ذلك الشعور بالذنب لوجود مثل هذه الأفكار.
- التماثل والدقة :
فبعض الأطفال قد يصبحون في حالة هياج شديد إذا كانت بعض الأشياء ليست في محلها أو غير موضوعة في زاوية معينة. وهوس النظام يمكن أن يكون وفقا للون أو الحجم أو أن يكون الشيء في اتجاه معين.
- هوس الأرقام :
مثل عد أرقام محددة باستمرار، أو عمل الأشياء عددا معينا من المرات، كمثال غسل اليدين 6 مرات. تعرف الهواجس بأنها تكرار السلوك أو الأفكار، ويشعر الطفل برغبة قوية لفعل ذلك للحد من إحساسه الشديد بالقلق.
الهواجس عادة ما تتم بطريقة طقوسية، فعلى سبيل المثال يمكن أن يغسل الطفل يده عدة مرات بغسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى. وإذا انقطعت العملية أو لم تتم بالطريقة الصحيحة، فقد يكررها إلى أن تتم بالشكل الصحيح.
وبعض الهواجس الأكثر شيوعا عند الأطفال هي:
- هاجس الغسل :
غسل اليدين بشكل مفرط حتى تنزف اليد وتتشقق، والتنظيف المفرط للأسنان بالفرشاة، وهوس النظافة.
- هوس التحقق :
ويشمل التحقق من الأبواب والمفاتيح الكهربائية إن كانت مغلقة بشكل صحيح، أو أن كل من في المنزل على ما يرام، فتجد الطفل يذهب عدة مرات ليتأكد من أن الباب مغلق.
- هوس الترتيب (التنظيم) :
وينطوي على ترتيب الأشياء بطريقة محددة مثل السرير، والكتب، أو خزانة الملابس أو حقيبة المدرسة.
- الطقوس العقلية :
ليس من الضروري لكل الأطفال المصابين باضطراب الوسواس القهري أن تكون لديهم هواجس يمكن رؤيتها أو ملاحظتها، فبعض الطقوس قد يتم أداؤها في الرأس، حيث يتم تكرارها عدة مرات حتى يقوم بها الطفل بشكل صحيح.
- هوس الاعتراف :
بعض الأطفال والمراهقين يخشون أن يكون ما قاموا به أو ما فكروا به خطأ، ولذلك يشعرون بالحاجة إلى الاعتراف بما قاموا به، ويريدون الحصول على تأكيدات أن كل شيء على ما يرام.
أسباب الوسواس القهري
حتى الآن لم يعرف السبب الحقيقي للوسواس القهري، ولكنه قد يكون نتيجة لمجموعة مختلفة من العوامل، وقد أظهرت الأبحاث أن الوسواس القهري هو خلل في الدماغ، وأن هناك عاملا وراثيا، فالطفل الذي لديه قريب مصاب بالوسواس يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وأثبتت الأدلة أن الوسواس القهري يمثل أداء غير طبيعي في المخ، الوسواس القهري يمكن أن ترافقه أمراض أخرى مثل الاكتئاب، فرط النشاط وقلة الحركة، التشنجات اللاإرادية أو غيرها من اضطرابات القلق.
الطفل والوسواس القهري
من الطبيعي والمناسب تنمويا أن تكون للأطفال الصغار طقوسهم الخاصة التي يؤدونها، على سبيل المثال تناول أغذية معينة فقط، أو ارتداء نوع محدد من الملابس، ولكن السؤال الذي يشغل بال معظم الآباء والأمهات هو معرفة ما هو التصرف الفاصل الذي يفرق بين التصرف الطبيعي وغير الطبيعي، وهل هو وسواس قهري أم لا!..
الطفل الذي يعاني من الوسواس القهري يمكن أن يعاني من رغبات ملحة لا يمكنه السيطرة عليها، ويقول الباحثون إن أداء هذه الطقوس يقلل من حدة القلق لكنه لا يذهبه بعيدا.
واستنادا إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، فالهواجس والوساوس يجب أن تستمر على الأقل ساعة واحدة يوميا، حتى إنها تؤثر على حياته الطبيعية من أجل أن يشخص بالوسواس القهري، وهذا ينطبق على الأطفال والبالغين على السواء.
إذا كنت تشعر بأن طفلك لديه هواجس معينة أو وسواس لا يزول، تأكد من استشارة طبيبك، لأنه من الأفضل دائما أن تكون آمنا من أن تكون نادما.
العلامات والأعراض
من الصعب التعرف على الوسواس القهري عند الأطفال، لأنهم قادرون على إخفاء سلوكياتهم. وبعض الآباء قد لا يعرفون أن هناك شيئا خطأ لعدة أشهر أو حتى سنوات.
معظم الأطفال قد يشعرون بأن ما يقومون به خطأ، ولذلك يتخذون مزيدا من الإجراءات الاحترازية لإخفائه من أي شخص حتى أقرب الأقربين، لا سيما الأطفال الذين لا يريدون أن يكونوا منبوذين أو مختلفين عن أقرانهم.
بعض الأعراض والعلامات:
- جفاف اليدين من جراء الغسل المستمر.
- الاستهلاك العالي للصابون أو ورق التواليت.
- الفواتير العالية للخدمات مثل الكهرباء والماء.
- طول فترة التحضير والاستعداد للنوم.
- زيادة كمية الملابس للغسيل.
- الزيادة المفرطة للقمامة.
- غرفة الطفل نظيفة للغاية.
- تغيير في الأداء المدرسي.
- الخوف من الخطر أو الأذى.
- الخوف من المشاكل الصحية.
- الطلب المستمر لمشاركة الوالدين في طقوس معينة، إذا ما ترك الطفل من دون علاج لهذه المخاوف والهواجس فقد تزيد حدتها وتصبح مرهقة للطفل في بعض الأحيان، لدرجة أن الطفل قد لا يغادر المنزل بسبب القلق الذي يسيطر عليه.
عادة يتم تشخيص الوسواس القهري من خلال استشارة طبيب نفسي، يخضع الطفل لتقييم كامل، وهناك أنواع مختلفة من العلاجات المتوافرة، ولكن عادة ما يعالج الوسواس القهري بمجموعة من الأدوية والعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي).
ما هو دور الوالدين؟
الطريقة التي يتفاعل بها الوالدان مع طفلهما المصاب بالوسواس القهري يمكن أن يكون لها تأثير بالغ عليه، فوجود طفل مصاب بالوسواس القهري يمكن أن يكون واحدا من أكثر الأمور المربكة والمخيفة للوالدين، خاصة أنهما يخافان على طفلهما ويشعران بالقلق إزاء ما قد يحدث.
الخبر المفرح هنا أن الوسواس القهري يمكن معالجته، ولكن العلاج لن يكون ناجحا من دون التعاون الكامل والدعم من والدي الطفل، ومن المهم جدا توفير الحب والدعم غير المشروط لطفلك، ففي واقع الأمر يكون ذلك جزءا أساسيا من العلاج.
ومعظم الأطفال الذين يعانون مع الوسواس القهري عليهم التغلب على الكثير من المشاعر الصعبة، بما فيها الحرج الشديد والقلق، ولهذا السبب فهم بحاجة لمزيد من الدعم والاطمئنان، وهو ما لا يمكن أن يوفره أحد أفضل من الآباء والأمهات.
مقترحات لمساعدة طفلك
(1)عامل هواجس وسلوكيات طفلك كأعراض، وليس كعيب في شخصيته، تذكر أن طفلك مصاب باضطراب، ولكنه في صحة جيدة.
(2) لا تدع الوسواس القهري يسيطر على حياة عائلتك، قدر الإمكان حاول المحافظة على الحياة الأسرية، والتقليل من القلق، وعَيْش حياة طبيعية.
(3) لا تشارك في طقوس طفلك، إذا كنت قد ساعدت في هذه الطقوس في الماضي، فقد يستغرق بعض الوقت والممارسة لتغيير هذا النمط، من أجل تحسن المصابين بالوسواس القهري، على العائلة والأصدقاء المساعدة في مقاومة الطقوس والسلوكيات، دعم الطقوس بما فيه طمأنة الطفل يعوق تقدم العلاج.
(4) تخاطب مع طفلك بطريقة إيجابية، تجنب انتقاده وانتقاد سلوكياته، فالانتقاد سيؤدي إلى مزيد من القلق والإجهاد.
(5) تذكر دائما أن تثني على طفلك إذا بذل أي مجهود لتجنب الوسواس القهري.
(6) حاول معرفة المزيد عن هذا المرض وذلك لتكون قادرا على فهم ما يعاني منه طفلك.
(7) تذكر أن الطفل المصاب بالوسواس القهري لديه احتياجات خاصة، ويتطلب مزيدا من الدعم أكثر من غيره من الأطفال، حاول أن تقدم له كل الحب والدعم اللازم للتغلب على عجزه.
(8) تأكد أن الأسرة ملمة بحالة طفلك، وذلك من أجل تهيئة بيئة داعمة.
يقال إن المليونير الأميركي دونالد ترامب لديه رعب من الإصابة بالجراثيم، حتى إنه يخاف من مصافحة الآخرين، وتحكي الممثلة كاميرون دياز أنها عندما تريد فتح باب ما، لا بد لها من تنظيف مقبض الباب عدة مرات، وكثيرا ما تزيل الدهان بسبب التنظيف الشديد، أما لاعب كرة القدم البريطاني ديفيد بيكام فيفضل أن تكون الأشياء من حوله في غاية النظافة وموضوعة في نظام معين.
والشيء الذي يجمع هؤلاء المشاهير مع بعض هو أنهم يعانون من اضطراب الوسواس القهري، مثل الموسيقار بيتهوفن، والكاتب تشارلز داروين، فاضطراب الوسواس القهري مرض شائع، وبإمكانه أن يصيب الكبار والصغار معا، فنحن نسمع عنه كثيرا، حتى إن البعض يمزحون به، فهناك من يعتقد أنه مرض غريب، فما بالك إذا شُخّص طفلك بهذا الاضطراب؟
لا شك أنه سيكون أمر مقلق ومخيف للوالدين، خاصة إذا كان هناك خوف وترقب مما قد يحدث للطفل في المستقبل، وكيف ستكون قدرته على التعامل مع هذه الإعاقة.
وسواس قهري
يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية الطبعة الرابعة، اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder) بأنه وجود أي هواجس أو ضواغط تتسبب في علامات عدم الارتياح أو الإجهاد، وتستنفد الكثير من الوقت، أو تتداخل بشكل كبير مع الروتين أو العمل الطبيعي للشخص.
وهو مرض نفسي شائع، ووفقا للإحصاءات هناك 1% ـ 3% من الأطفال مصابون بهذا الاضطراب، وتظهر أعراض وعلامات الاضطراب في المتوسط عند عمر العاشرة، على الرغم من أن الأطفال في سن 5 أو 7 سنوات قد يصابون بالمرض.
وقبل البلوغ، الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب من الفتيات، أما بعد فترة البلوغ فتتساوى النسبة بين الجنسين.
في أميركا وبريطانيا يقدر أن 1% من الأطفال يعانون من اضطراب الوسواس القهري. من جهة أخرى فالدراسات البحثية في المملكة العربية السعودية بينت أن معدل انتشار الاضطراب 2% ـ 3% بين الأطفال، في حين أن الدراسات التي أجريت في مصر قدرت الانتشار بـ2%.
هواجس ودوافع
الوسواس القهري هو أحد اضطرابات القلق. فالهواجس والدوافع الملحة في الاضطراب قد لا تحدث معا، وفيما يلي شرح للهواجس والدوافع.. الهواجس: هي أفكار أو صور أو دوافع مزعجة وغير مرغوب فيها، تشغل ذهن الطفل، ويمكن أن تسبب قدرا كبيرا من القلق. وهناك أنواع مختلفة من الهواجس لدى الأطفال وأكثرها شيوعا هي:
- الخوف من التلوث :
وفي هذا الهاجس يخاف الطفل من لمس الجراثيم وبالتالي يمكن أن يخاف من المرض، أو نقل العدوى للآخرين عند لمس الأسطح القذرة.
- الخوف من الحوادث العرضية للطفل وللآخرين :
حيث يخشى الطفل تعرضه والآخرين للأذى عن طريق الإهمال.. كمثال، قد يكون الطفل قلقا إذا لم يغسل يديه فإنه سيعرض الآخرين إلى الجراثيم.
- الخوف من إيذاء الآخرين متعمدا :
وهذا يحدث من خلال التفكير المستمر في ضرر شخص سواء بدنيا أو لفظيا. هذه الأفكار يمكن أن تسيطر على عقل الطفل، ويترتب على ذلك الشعور بالذنب لوجود مثل هذه الأفكار.
- التماثل والدقة :
فبعض الأطفال قد يصبحون في حالة هياج شديد إذا كانت بعض الأشياء ليست في محلها أو غير موضوعة في زاوية معينة. وهوس النظام يمكن أن يكون وفقا للون أو الحجم أو أن يكون الشيء في اتجاه معين.
- هوس الأرقام :
مثل عد أرقام محددة باستمرار، أو عمل الأشياء عددا معينا من المرات، كمثال غسل اليدين 6 مرات. تعرف الهواجس بأنها تكرار السلوك أو الأفكار، ويشعر الطفل برغبة قوية لفعل ذلك للحد من إحساسه الشديد بالقلق.
الهواجس عادة ما تتم بطريقة طقوسية، فعلى سبيل المثال يمكن أن يغسل الطفل يده عدة مرات بغسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى. وإذا انقطعت العملية أو لم تتم بالطريقة الصحيحة، فقد يكررها إلى أن تتم بالشكل الصحيح.
وبعض الهواجس الأكثر شيوعا عند الأطفال هي:
- هاجس الغسل :
غسل اليدين بشكل مفرط حتى تنزف اليد وتتشقق، والتنظيف المفرط للأسنان بالفرشاة، وهوس النظافة.
- هوس التحقق :
ويشمل التحقق من الأبواب والمفاتيح الكهربائية إن كانت مغلقة بشكل صحيح، أو أن كل من في المنزل على ما يرام، فتجد الطفل يذهب عدة مرات ليتأكد من أن الباب مغلق.
- هوس الترتيب (التنظيم) :
وينطوي على ترتيب الأشياء بطريقة محددة مثل السرير، والكتب، أو خزانة الملابس أو حقيبة المدرسة.
- الطقوس العقلية :
ليس من الضروري لكل الأطفال المصابين باضطراب الوسواس القهري أن تكون لديهم هواجس يمكن رؤيتها أو ملاحظتها، فبعض الطقوس قد يتم أداؤها في الرأس، حيث يتم تكرارها عدة مرات حتى يقوم بها الطفل بشكل صحيح.
- هوس الاعتراف :
بعض الأطفال والمراهقين يخشون أن يكون ما قاموا به أو ما فكروا به خطأ، ولذلك يشعرون بالحاجة إلى الاعتراف بما قاموا به، ويريدون الحصول على تأكيدات أن كل شيء على ما يرام.
أسباب الوسواس القهري
حتى الآن لم يعرف السبب الحقيقي للوسواس القهري، ولكنه قد يكون نتيجة لمجموعة مختلفة من العوامل، وقد أظهرت الأبحاث أن الوسواس القهري هو خلل في الدماغ، وأن هناك عاملا وراثيا، فالطفل الذي لديه قريب مصاب بالوسواس يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وأثبتت الأدلة أن الوسواس القهري يمثل أداء غير طبيعي في المخ، الوسواس القهري يمكن أن ترافقه أمراض أخرى مثل الاكتئاب، فرط النشاط وقلة الحركة، التشنجات اللاإرادية أو غيرها من اضطرابات القلق.
الطفل والوسواس القهري
من الطبيعي والمناسب تنمويا أن تكون للأطفال الصغار طقوسهم الخاصة التي يؤدونها، على سبيل المثال تناول أغذية معينة فقط، أو ارتداء نوع محدد من الملابس، ولكن السؤال الذي يشغل بال معظم الآباء والأمهات هو معرفة ما هو التصرف الفاصل الذي يفرق بين التصرف الطبيعي وغير الطبيعي، وهل هو وسواس قهري أم لا!..
الطفل الذي يعاني من الوسواس القهري يمكن أن يعاني من رغبات ملحة لا يمكنه السيطرة عليها، ويقول الباحثون إن أداء هذه الطقوس يقلل من حدة القلق لكنه لا يذهبه بعيدا.
واستنادا إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، فالهواجس والوساوس يجب أن تستمر على الأقل ساعة واحدة يوميا، حتى إنها تؤثر على حياته الطبيعية من أجل أن يشخص بالوسواس القهري، وهذا ينطبق على الأطفال والبالغين على السواء.
إذا كنت تشعر بأن طفلك لديه هواجس معينة أو وسواس لا يزول، تأكد من استشارة طبيبك، لأنه من الأفضل دائما أن تكون آمنا من أن تكون نادما.
العلامات والأعراض
من الصعب التعرف على الوسواس القهري عند الأطفال، لأنهم قادرون على إخفاء سلوكياتهم. وبعض الآباء قد لا يعرفون أن هناك شيئا خطأ لعدة أشهر أو حتى سنوات.
معظم الأطفال قد يشعرون بأن ما يقومون به خطأ، ولذلك يتخذون مزيدا من الإجراءات الاحترازية لإخفائه من أي شخص حتى أقرب الأقربين، لا سيما الأطفال الذين لا يريدون أن يكونوا منبوذين أو مختلفين عن أقرانهم.
بعض الأعراض والعلامات:
- جفاف اليدين من جراء الغسل المستمر.
- الاستهلاك العالي للصابون أو ورق التواليت.
- الفواتير العالية للخدمات مثل الكهرباء والماء.
- طول فترة التحضير والاستعداد للنوم.
- زيادة كمية الملابس للغسيل.
- الزيادة المفرطة للقمامة.
- غرفة الطفل نظيفة للغاية.
- تغيير في الأداء المدرسي.
- الخوف من الخطر أو الأذى.
- الخوف من المشاكل الصحية.
- الطلب المستمر لمشاركة الوالدين في طقوس معينة، إذا ما ترك الطفل من دون علاج لهذه المخاوف والهواجس فقد تزيد حدتها وتصبح مرهقة للطفل في بعض الأحيان، لدرجة أن الطفل قد لا يغادر المنزل بسبب القلق الذي يسيطر عليه.
عادة يتم تشخيص الوسواس القهري من خلال استشارة طبيب نفسي، يخضع الطفل لتقييم كامل، وهناك أنواع مختلفة من العلاجات المتوافرة، ولكن عادة ما يعالج الوسواس القهري بمجموعة من الأدوية والعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي).
ما هو دور الوالدين؟
الطريقة التي يتفاعل بها الوالدان مع طفلهما المصاب بالوسواس القهري يمكن أن يكون لها تأثير بالغ عليه، فوجود طفل مصاب بالوسواس القهري يمكن أن يكون واحدا من أكثر الأمور المربكة والمخيفة للوالدين، خاصة أنهما يخافان على طفلهما ويشعران بالقلق إزاء ما قد يحدث.
الخبر المفرح هنا أن الوسواس القهري يمكن معالجته، ولكن العلاج لن يكون ناجحا من دون التعاون الكامل والدعم من والدي الطفل، ومن المهم جدا توفير الحب والدعم غير المشروط لطفلك، ففي واقع الأمر يكون ذلك جزءا أساسيا من العلاج.
ومعظم الأطفال الذين يعانون مع الوسواس القهري عليهم التغلب على الكثير من المشاعر الصعبة، بما فيها الحرج الشديد والقلق، ولهذا السبب فهم بحاجة لمزيد من الدعم والاطمئنان، وهو ما لا يمكن أن يوفره أحد أفضل من الآباء والأمهات.
مقترحات لمساعدة طفلك
(1)عامل هواجس وسلوكيات طفلك كأعراض، وليس كعيب في شخصيته، تذكر أن طفلك مصاب باضطراب، ولكنه في صحة جيدة.
(2) لا تدع الوسواس القهري يسيطر على حياة عائلتك، قدر الإمكان حاول المحافظة على الحياة الأسرية، والتقليل من القلق، وعَيْش حياة طبيعية.
(3) لا تشارك في طقوس طفلك، إذا كنت قد ساعدت في هذه الطقوس في الماضي، فقد يستغرق بعض الوقت والممارسة لتغيير هذا النمط، من أجل تحسن المصابين بالوسواس القهري، على العائلة والأصدقاء المساعدة في مقاومة الطقوس والسلوكيات، دعم الطقوس بما فيه طمأنة الطفل يعوق تقدم العلاج.
(4) تخاطب مع طفلك بطريقة إيجابية، تجنب انتقاده وانتقاد سلوكياته، فالانتقاد سيؤدي إلى مزيد من القلق والإجهاد.
(5) تذكر دائما أن تثني على طفلك إذا بذل أي مجهود لتجنب الوسواس القهري.
(6) حاول معرفة المزيد عن هذا المرض وذلك لتكون قادرا على فهم ما يعاني منه طفلك.
(7) تذكر أن الطفل المصاب بالوسواس القهري لديه احتياجات خاصة، ويتطلب مزيدا من الدعم أكثر من غيره من الأطفال، حاول أن تقدم له كل الحب والدعم اللازم للتغلب على عجزه.
(8) تأكد أن الأسرة ملمة بحالة طفلك، وذلك من أجل تهيئة بيئة داعمة.
0 Comments:
Subscribe to:
تعليقات الرسالة (Atom)