مرض كرون Crohn`s Disease أحد أمراض التهاب الجهاز الهضمي نادرة الحدوث، ولكنه أشدها ألما وأكثرها حيرة، ويحدث عادة بعد سن العاشرة بدون سبب واضح، وقد سمي باسم الدكتور كرون الذي قام بوصفه عام 1932 ويحظى بهذا المرض باهتمام علمي وعالمي.
سببه مجهول
سبب المرض هذا غير معروف، وان كان يُعتقد أنه يحدث نتيجة التهابات غير محددة، أو أن يكون من الأمراض ذاتية المناعة، وأن وجود حالة في العائلة يزيد احتمالية حدوثها لدى الآخرين، مما يجعل للوراثة دوراً كبيراً، ولكنه غير واضح.
مرض كرون يظهر عادة بعد سن العاشرة وقبل بلوغ الخامسة والعشرين من العمر، ويصيب الأجزاء التالية:
- جزءا من الجهاز الهضمي، ابتداء بالفم وانتهاء بنهاية الأمعاء الغليظة، الشرج.
- أجزاء محددة من الأمعاء تاركا أجزاء أخرى بدون إصابة مما ينتج عنه مرض متنقل في أجزاء الأمعاء.
- الأمعاء الدقيقة في 15% ، والغليظة في 2% من المرضى.
- جميع طبقات الأمعاء الخمس مبتدأ بالبطانة الداخلية ومنتهيا بالغشاء الخارجي
- نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، تعتبر المكان الذي يبدأ به المرض في أغلب الأحيان.
- تتضخم الغدد اللمفاوية المتعلقة بذلك الجزء من الأمعاء المصابة.
الأعراض المرضية
- الحالة المرضية مزمنة، ولكن قد تحدث انتكاسات حادة.
- آلآم في البطن في 80-90% من الحالات.
- إسهال وانتفاخ في البطن في 80-90% من الحالات.
- خروج دم مع البراز في 10-15% منها.
- ألم في فتحة الشرج، 15-20% منها.
- افرازات صديدية من الشرج، ناسور شرجي .
- انسداد الأمعاء في 5-10% من الحالات.
- ارتفاع درجة الحرارة في 30-35% منها.
- انخفاض الوزن في 50-60% منها.
- فقر دم، وتخثر الدم في 50 % منها.
- تقرحات الفم، والشرج .
- وهناك أعراض خارج الجهاز الهضمي مثل: التهابات العين، المفاصل، الكبد، حصى في الجهاز البولي، طفح جلدي erythema nodosum
كيف يتم تشخيص المرض؟
ليس من السهولة تشخيص مرض كرون من اللحظة الأولى لندرة الحالة، ولكن أخصائي الجهاز الهضمي هو الأقدر على التشخيص من خلال القصة المرضية، ونتائج بعض الفحوص، مثل فحوص فقر الدم، ارتفاع نسبة كريات الدم البيضاء، ارتفاع ترسب الدم ESR، نقص البروتينات في الدم، نقص المعادن، وجود دم في البراز، وجود انسداد في الأمعاء من الأشعة الملونة للجهاز الهضمي Barium) )، الأشعة المقطعية CT scan ، الأشعة بالرنين المغناطيسي MRI، منظار القولون (تشخيصي)، حصوات الكلى من الأشعة الصوتية.
وتستخدم التقنية الجديدة، الكاميرا الكبسولة Capsule endoscopy، في بعض الحالات عندما يكون منظار القولون غير ناجح، حيث يقوم المريض بابتلاع كبسولة تحتوي على كاميرا، تقوم بتصوير الجهاز الهضمي من الداخل، وارسال الصور لجهاز الكمبيوتر، ثم تخرج مع البراز.
منظار الجهاز الهضمي
- يقوم أخصائي الجهاز الهضمي بإدخال المنظار تحت التخدير الموضعي.
- المنظار العلوي لاستكشاف البلعوم والمعدة .
- المنظار السفلي لاستكشاف القولون.
- من خلال المنظار يمكن رؤية التقرحات في جدار البلعوم أو القولون، الامعاء الغليضة.
- كما يقوم بأخذ عينات صغيرة عن طريق ملاقط خاصة للفحص في المختبر، والتي تقوم بدورها بتشخيص الحالة بشكل نهائي.
العلاج ويشمل اتخاذ الاجراءات التالية:
أولا: الراحة في السرير مع التنظيم الغذائي.
ثانيا: يتميز المرض بنوبات خمول ونوبات انتكاسة، وعليه فالغرض من العلاج تقليل حدوث الأنتكاسات لكي يعيش المريض براحة وسكون، فيعطى:
- مسكنات الألم
- مضادات حيوية مثل فلاجيل metronidazole (Flagyl) وسيبروفلوكساسين Ciprofloxacin (Cipro)
- أدوية مضادة للالتهابات مثل مركبات 5–ASA والكورتيزون
- أدوية لتهبيط جهاز المناعة مثل إميوران (Imuran)وأنفلكسيمابInfliximab وميثوتركسيت Methotrexate وسايكلوسبورين Cyclosporine
- ملينات للامساك، وعلاج للاسهال
ثالثا: الجراحة و تجرى في حالات انسداد الأمعاء، ولكن المشكلة في تكرار حدوث الانسداد، وفي حال تكرار الجراحة فقد يؤدي لقصر الأمعاء، ومن ثم نقص امتصاص الغذاء، ومن ثم نقص النمو.
دور التغذية في العلاج
من المشاكل المهمة لدى مرضى مرض كرون هو تأثير الغذاء على الحالة، مثل حدوث نقص التغذية، وهي مشكلة معقدة تختلف من شخص لآخر، لذى ينصح باستشارة أخصائي التغذية، ومراعاة التالي:
- غذاء عالي بالبروتين والسعرات الحرارية
- غذاء قليل الدهون، فالدهون صعبة الامتصاص، وتؤدي إلى انتفاخ البطن
- غذاء قليل الألياف، لأن الألياف تزيد الألم في وجود انسداد الأمعاء
- غذاء قليل من منتجات الألبان، فقد تؤدي إلى مشاكل، وخصوصاً في وجود حالة عدم امتصاص اللاكتوز lactose intolerance
- يمكن للمريض معرفة الأغذية التي تؤدي لمشاكل، ومن ثم تجنبها، ,تناول وجبات صغيرة متعددة بدلاً من وجبات قليلة كبيرة
- زيادة كمية السوائل
- علاج فقر الدم ونقص المعادن والأملاح
- الحديد والفيتامينات خاصة 12 Vitamin B-
- الكالسيوم وفيتامين د Vitamin D
الخلاصة
ان مرض كرون Crohn`s Disease من الأمراض غير الشائعة خصوصا في منطقتنا، ولكن إزدادت نسبة ظهوره حديثا وذلك لأسباب غير معروفة، ربما تعود إلى تغير نمط الحياة، وربما عوامل أخرى لم تعرف حتى الآن.
المرض مزمن ويأتي على شكل نوبات، وتشخيصه عادة يتم على يد طبيب متمرس نظراً لندرة حدوثه، يتم تقييم كل الحالات وتشخيصها بالمنظار وهو إجراء بسيط ولا يلزمه بقاء المريض بالمستشفى.
تطور علاج هذا المرض وأصبح من الممكن السيطرة عليه وبقاؤه في طور الخمول بالجديد من الأدوية، وعلي المريض المتابعة فهي ضرورية لإكمال نجاح العلاجات وتفادي الجراحة.