إن وجود الدهون المشبعة لا يعني وضع الغذاء، اوتوماتيكيا، في خانة الأغذية «غير الصحية»، فزيت الزيتون، ولب بذور الحنطة، وحتى التوفو (وهو غذاء من فول الصويا ـ المحرر) وكلها تعتبر أغذية «صحية» تحتوي على بعض من الدهون المشبعة.
ولذا فإن مجموع العناصر الغذائية، وليس واحدا أو اثنين منها، هو الذي يحدد مدى قيمة هذا الغذاء أو ذاك، الصحية.
لنتأمل في منتوج «زبدة الفول السوداني». إن حصة واحدة (نحو ملعقتي طعام) منها، تحتوي على 3.3 غرام من الدهون المشبعة و12.3 غرام من الدهون غير المشبعة، أي أن نحو 80 في المائة منها هي من الدهون غير المشبعة. وهذا يضعها في نفس مرتبة زيت الزيتون من حيث نسبة الدهون غير المشبعة إلى الدهون المشبعة.
وزبدة الفول السوداني تمدك ببعض الألياف، وبعض الفيتامينات والأملاح المعدنية (ومنها 200 مليغرام من البوتاسيوم)، وعناصر غذائية أخرى. وتقدم زبدة الفول السوداني غير المملحة المحتوية على 5 مليغرامات من الصوديوم، نسبة مدهشة من البوتاسيوم مقارنة بالصوديوم.
أما النوع المملح منها فإنه يحتوي على كمية من البوتاسيوم تبلغ ضعف كمية الصوديوم فيها. وهذه النسبة جيدة بالمقارنة مع تلك الموجودة في لحم البقر المحمر في الفرن، أو أنواع الأغذية الموضوعة داخل السندوتشات (الشطائر).
وعلى مدى سنوات متتالية، أظهرت دراسات كثيرة أن الأشخاص الذين تناولوا، بانتظام، المكسرات أو زبدة الفول السوداني ضمن طعامهم، كانوا يتعرضون أقل لأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني مقارنة بالآخرين الذين يتناولون المكسرات بشكل نادر.
ورغم أنه من المحتمل أن يكون متناولو المكسرات أنفسهم مختلفين نوعا ما عن الأشخاص الذين لا يتناولون المكسرات، وأفضل صحة منهم، فإن المكسرات نفسها، وفي أغلب الأحوال، هي التي تقدم هذه النتائج المفيدة.
إن الدهون المشبعة لا تمثل سموما قاتلة كما تصور هذه الأيام. فاستجابة الجسم للدهون المشبعة الموجودة في الغذاء يتمثل في زيادة الكولسترول المنخفض الكثافة (الضار) وكذلك العالي الكثافة (الحميد) داخل مجرى الدم.
ويعتبر تناول الدهون المشبعة باعتدال أمرا مقبولا. إلا أنه، وعلى النقيض من ذلك، فإن الدهون غير المشبعة التي تشكل النسبة العظمى من الدهون في زبدة الفول السوداني، تقلل من الكولسترول الضار، ومن أمراض القلب.
وأنا أحاول دوما تناول غذاء صحي. وهو يشمل كل أنواع المكسرات، وكذلك الفول السوداني ومختلف أنواع الزبدة المصنوعة من المكسرات.
المصدر: والتر سي. ويليت - بروفسور في التغذية في كلية الصحة العامة في هارفارد